الفصل الخامس في اجمال حال ولده وذراريه

(الفصل الخامس)

" (في اجمال حال ولده وذراريه) "
* " (ومن فيهم من العلماء الاخيار) "
قال الفاضل الألمعي في مرآت الأحوال: كان له رحمه الله أربعة ذكور وخمس اناث من حرتين وام ولد إحدى الحرتين اخت العالم الفاضل الأميرزا علاء الدين محمد گلستانه شارح نهج البلاغة صغيرا وكبيرا، وشارح أسماء الحسنى خلف منها ابنا وبنتين. أما الابن فهو الفاضل المقدس الأميرزا محمد صادق توفي في حياة والده، وقد شرح والده الكافي المسمى بمرآت العقول والتهذيب بالتماسه زوج علوية من سادات أردستان خلف منها الأميرزا محمد علي توفي بلا عقب، وثلاث بنات كانت إحداهن تحت العالم النحرير سبطه الأمجد الأمير محمد حسين، وهي ام العالم الأجل الأمير عبد الباقي وأخيه الأمير محمد مهدي واخته والاخرى تحت الفاضل آغا محمد علي ابن العلامة آغا محمد هادي ابن المولى محمد صالح المازندراني وهي ام الفاضل آغا محمد هادي الثاني والاخرى تحت الفاضل الأميرزا محمد علي ابن الفاضل الأميرزا حيدر علي كما تقدم في الفصل السابق خلفت آغا محمد. وأما البنتان فاحداهما كانت تحت السيد العلام والعالم القمقام الامير محمد صالح الخاتون آبادي المتقدم ذكره في الفصل الثالث صاحب التصانيف الرايقه، وخلف منها العالم الأرشد والفاضل المؤيد الأمير محمد حسين (1) وكان ماهرا في المعقول والمنقول، خبيرا بأغلب الفنون سيما في الفقه والحديث. قال الفاضل القزويني في تتميم أمل الامل في ترجمته: كان صدر الفضلاء، و بدر العلماء ونخبة الأتقياء كان فاضلا عظيم القدر، فخيم المكان، نبيه الشأن، نير
(1) وقد مر ترجمته.

[144]

البرهان قوي النفس زكي القلب جمع بين المرتبة العالية: الفضل الكامل، والزهد الشامل وبالجملة هو من أعاجيب الأزمنة والدهور، وأغاريب الآونة والعصور، كان رئيس الطائفة العامة ورأس الفرقة الناجية حامي الدين دافع شبه الملحدين عديم المماثل، فقد المعادل، لم نر منه تأليفا وتصنيفا لكن سمعت له حواش متفرقة على كتب العلوم، أقام الجمعة بإصبهان أعواما كثيرة وصار في آخر عمره شيخ الاسلام متكلفا. وثبت عنه - ره - أنه كان في زمان الشاه سلطان حسين وزير مريم بيگم عمة السلطان ولما تسلط المحمود الافغاني علي اصبهان أخذته الأفاغنة وعذبوه وضربوه لأخذ الأموال عنه، وكان ذلك مؤثرا عظيما في إصلاح حاله وميله من جنبة الدنيا إلى جنبة الآخرة، وكان - ره - يقول: تأثير ذلك في قلبي وإصلاح حالي كان كتأثير شرب الأصل الصيني في البدن لاصلاح المزاج. ومن قوة نفسه أن النادر كان في أوائل حاله مصرا على قتل الروم، ونهب أموالهم على أنهم كفرة مستخفون، وكان يستفتي في ذلك العلماء، ولما ورد اصبهان استفتى في ذلك عن السيد وكان رأيه عدم جواز ذلك فأجاب عنه بمقتضى رأيه فعظم ذلك على النادر فلما رأي السيد ذلك اعترضه، فقال: إن عظم ذلك عليك فلسنا مفتين بخلاف الحق ونخرج عن تحت أمرك ونخرج إلى بلد، فتحمل النادر ذلك ولم يرد عليه مع شدة بأسه وصولته. قلت: وقد صرح السيد المعظم في إجازته للسيد السند صدر الدين محمد الرضوي وهي موجودة عندي بخطه الشريف بعد ذكر كتب جده وأبيه: وكل ما أفرغته في قالب التصنيف أو نظمته في سمط التأليف، كحاشية شرح اللمعة، ومعالم الاصول، وخزاين الجواهر في أعمال السنة، وهو غير مقصور على ذكر الأعمال بل منطو على ذكر المسائل المتعلقة بها وتنقيحها كمسائل الصوم، وتحقيق ليلة القدر، وحل الشبهة المتعلة بها وبغيرها وقد خرج منها أكثرها، وكتاب سبع المثاني في زيارة الغرى و الحاير وبغداد وسر من رأى صلوات الله على مشرفيها، ووسيلة النجاح في الزيارات
[145]

البعيدة، والنجم الثاقب في إثبات الواجب، والألواح السماوية في اختيارات أيام الاسبوع والسنة، ولباس كلمة التقوى في تحريم الغيبة، ومفتاح الفرج في الاستخارة، ورسالة البداء، ورسالة الزكاة والأخماس واللقطة، ورسائل متفرقة ومسائل متشتتة، وله كتاب حدائق المقربين الذي قد نقلنا عنه وباقي حاله يطلب من إجازته الكبيرة الموسومة بمناقب الفضلاء ومن كتاب روضات الجنات (1) للسيد المحقق الخبير المعاصر الأميرزا محمد باقر سلمه الله تعالى. وكانت له اخت كانت تحت المرحوم الأمير عبد الكريم خلفت السيدين النجيبين الأمير أبو طالب والأميرزا محمد علي ولكل واحد عقب. وخلف السيد المعظم الأمير محمد حسين ذكرين وبنتين أحد الذكرين السيد المقدس الصالح الأمير محمد مهدى، والآخر السيد العالم العليم الأمير عبد الباقي قال في مرآة الأحوال (2) ما معناه: كان جليل القدر عظيم الشأن أعاظم فضلاء هذا البيت الرفيع وكان ورعا تقيا في الغاية متخلقا بالأخلاق الحميدة المصطفوية ومتأدبا للآداب المرتضوية، وكان باصبهان مدرسا في المعقول والمنقول، إماما في الجمعة والجماعة مع فطرة عالية، وطوية صافية، وأخلاق مرضية. قلت: وقد استجاز منه العلامة الطباطبائي بحر العلوم أعلى الله مقامه في عام ست وثمانين بعد المأة والألف لما حدث الطاعون العظيم في بغداد ونواحيه، والمشاهد المشرفة، وسار السيد بأهله إلى المشهد الرضوي على مشرفه السلام وورد اصبهان حين مراجعته من خراسان فكتب له إجازة تنبئ عن فضله وكماله وبلاغته، وهي موجودة عندي بخطه، وهي في غاية الحسن والجودة، ورأيت له كتاب أعمال شهر رمضان وهو كتاب كبير قد استوفى فيه حقه من الأعمال والآداب والأدعية سماه كتاب الجامع. وقال بحر العلوم في إجازته للسيد علي اليزدي: وأخبرني إجازة جماعة من
(1) الروضات ص 198. (2) والروضات ص 198 - فوائد الرضوية 223.

[146]

أصحابنا الأجلاء العظماء منهم السيد الجليل النبيل الراقي في التقوى والمجد والعلى أعلى المراقي الأمير عبد الباقي. وأما البنتان فاحداهما كانت تحت السيد الفاضل الأمير أبو طالب والد الأمير عبد الواسع، وبنتين كانت إحداهما تحت المرحوم الأمير محمد صالح المشهور بآغا تكمه دوز، له ولد كلهم صلحاء أبرار، والاخرى تحت الأمير محمد علي ابن الأمير علي نقي المذكور وخلف المغفور الأمير محمد مهدي ذكرين إحدهما الفاضل الصالح الأمير محمد باقر، والآخر المقدس الفاضل الأمير السيد مرتضى وبنتين كانت تحت المرحوم الأمير عبد الواسع ابن الأمير أبو طالب خلف المرحوم الأمير محمد رضا المشهور بآقاسي، والاخرى تحت المرحوم الأمير محمد صالح المشهور بآغا ابن الامير زين العابدين الأمير محمد صالح المذكور. وخلف السيد المبجل العلام الأمير عبد الباقي العالم الجليل الأمير محمد حسين قال في المرآت: كان عمدة المحققين وزبدة المدققين مجتهد الزمان وفقيه الدوران وبالغ في مدحه وثنائه وعلو مقامه، قال: وكان مرجع الخاص والعام، وملاذ الفضلاء الكرام، كان بإصبهان مشغولا بالتدريس وترويج الدين وإنجاح مطالب المسلمين، وصلاة الجمعة والجماعة له تصانيف كثيرة الخ. وخلف أيضا الفاضلين العلام الأمير عبد الباقي والأمير علي نقي وهما من أهل الصلاح والفضل والتقوى انتهى. ومنصب الامامة في الجمعة باق في أعقابه في بلدة طهران وإصفهان إلى يومنا وهم بيت جليل رفيع معظم في الدين والدنيا فيهم علماء صلحاء أجلاء، ويروى عنه السيد الأجل صاحب الرياض. والزوجة الاخرى هي اخت المرحوم أبو طالب خان النهاوندي خلف منها الأميرزا محمد رضا المدعو بآقاسي وبنتا كانت تحت العلام المولى حيدر علي ابن المدقق الشيرواني كما مر مع ولدها في ذكر أولاد المدقق المذكور. وأما أولاد العلامة المجلسي من ام ولده فأربعة: الفاضل الأميرزا جعفر
[147]

وكان له حفيدة كانت تحت الأميرزا أبو طالب عم الفاضل المرحوم الأميرزا حيدر علي، وهي ام الآميرزا محمد حسين والآميرزا عبد الله خلف بنتا كانت تحت المرحوم الامير محمد هادي ابن الأمير زين العابدين ابن الأمير محمد صالح الخاتون آبادي. وبنت كانت تحت المرحوم الأمير زين العابدين المذكور خلفت الأمير السيد رضا والأمير محسن والأمير محمد صالح الشهير بآقاي والأمير محمد هادي المتقدم. وبنت اخرى خلفت بناتا كانت إحداهن تحت الفاضل الأمير محمد مهدي والاخرى تحت العالم الامير عبد الباقي المتقدم ذكرهما، ومنهما كان أولادهما ولكل من هؤلاء أعقاب وذرية طيبة معروفة بإصبهان وقد مر أن ام الفاضل الألماسي ابن ابن أخي العلامة المجلسي - ره - بنت المرحوم ولم يتبين أنه من أي بناته. واعلم أن الموجود في مرآت الأحوال أن الاولى من زوجاته كانت اخت الفاضل علاء الدين گلستانه، ولكن في إجازة العالم النحرير الامير محمد حسين للسيد الجليل السيد صدر الدين الرضوي شارح الوافية هكذا: وشرح النهج وغيرها من مصنفات السيد الجليل السيد علاء الدين محمد گلستانه - قدس الله روحه - وهو خال جدتي، فتصير بنت اخته. وفي رجال الفاضل الحاج محمد الأردبيلي (1) الموسوم بجامع الرواة: علاء الدين محمد ابن الأمير شاه أبو تراب الحسني من سادات گلستانه جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة، ثقة ثقة ثبت عين ورع زاهد أورع أهل زمانه وأزهدهم، الجامع لجميع الخصال الحسنة، والعالم بالعلوم العقلية والنقلية، كلف مرتين للصدارة فلم يقبل لكمال عقله وغاية زهده، مد الله تعالى ظله العالي وصانه وأبقاه، له تصانيف منها حدائق الحقايق في شرح نهج البلاغة، وبهجة الحدائق أيضا في شرحه، وكتاب روضة الشهداء، وكتاب منهج اليقين وغيرها انتهى.
(1) جامع الرواة ج 1 ص 544 - أقول وقد مضى ترجمته قبلا.

[148]

وله شرح الأسماء الحسنى مبسوط والحدائق شرحه الكبير على النهج قريب من ثلاثين ألف بيت إلا أنه ناقص ولم يتجاوز من الخطبة الشقشقية إلا قليلا، وقد تعرض فيه للجواب عن أجوبة ابن أبي الحديد عن مطاعن الثلاثة. وكان له ابن فاضل، قال العالم الجليل الآغا باقر المازندراني في إجازته لبحر العلوم عند تعداد مشايخه: والسيد الحسيب ذي المناقب والمفاخر الأميرزا محمد باقر ابن السيد المحقق الا ميرزا علاء الدين گلستانه. وفي تاريخ الخاتون آبادي وكانت وفات السيد السند الفاضل الزاهد جامع الكمالات الدينية والدنيوية ميرزا علاء الدين گلستانه محمد صاحب شرح نهج البلاغة في السابع والعشرين من شهر شوال سنة 1100.
[149]